نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 121
بابليون ، ولم يكن قد وصل إليه المدد بعد ، أراد أن يشغل جيشه بعمل ريثما يأتيه المدد ، فخرج في القوارب إلى الفيوم مارا بمدينة ( منف ) الواقعة على الشاطئ الغربي للنيل تجاه حصن بابليون فاستولى عليها ، واستأنف مسيره حتى صار على نحو عشرة أميال من مدينة الفيوم على مقربة من مدينة اللاهون الواقعة على بحر يوسف حيث عسكر بها الروم . فتقدم عمرو إلى البهنسا ، واستولى عليها فاقتفى ( يوحنا ) قائد الروم أثره بقوة صغيرة مؤلفة من خمسين مقاتلا من الروم لاستطلاع حركات المسلمين على أن هذا القائد شعر بخطورة مركزه فعرج على معسكره في ( أبواط ) ( 1 ) فأدركه عمرو وقتل الروم في هذه الجهة عن آخرهم . لا يمكننا أن نفهم ما يقوله ( بطلر ) من أن عمرو بن العاص يزاول موقعه ، ويترك البلاد التي افتتحها ورسخت أقدامه فيها ، ويترك العريش والفرما وبلبيس وأم دنين ويذهب إلى الفيوم والبهنسا ، وإذا كان فعل ذلك فأي مانع للروم من أخذ هذه البلاد وإعادتها إلى حكمهم ، وشحنها بالمقاتلة وقتال المدد الذي يأتي إلى عمرو عن كل شبر من الأرض ، فيفت ذلك في عضدهم . على أن حدوث وقائع البهنسا ونحوها من بلاد الصعيد لم نقف عليه في كتاب يقام له وزن . والذي يغلب على ظننا أن ( بطلر ) وقف على بعض القصص الموضوعة على الخيال . فذكر البهنسا ووقائع المسلمين فيها ، ورأى العامة من المسلمين يعتقدون أن لهم شهداء ، فلم يجد طريقا للجمع بين الأخيار الصحيحة وبين ذلك إلا بأن يذكر ذهاب عمرو بجنده إلى الفيوم .
1 - يقول أملينو : إن هذه المدينة بمديرية بني سويف قريبة من بوصير وواقعة شرقي حجر اللاهون تماما .
121
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 121