نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 269
ب - استكثار معاوية أن تكون مصر طعمة لعمرو ونشوء الجفاء بينهما خشي معاوية خروج عمرو عليه فأراد أن يدفع ما عسى أن يترتب على خروجه من النتائج ، فكتب إليه وهو بمصر كتابا أراد فيه أن يقيد ما بيده من عهد الولاية حتى لا يجد مبررا للخروج عليه في وقت ما ، وبذلك يأمن معاوية خروج عمرو عن طاعته ، فأرسل إليه كتابا ضمنه هذه العبارة : ( على أن ينقض شرط طاعة ) فأدرك عمرو ما يرمي إليه معاوية ، وكتب إليه : ( على أن تنقض طاعة شرطا ) فهذا القلب في العبارة قد قلب الحقيقة لصلح عمرو من أن الطاعة لا توجب التخلي عن مصر التي استكثرها معاوية عليه لما استقر له الأمر ، فحاول الرجوع على عمرو بمصر ، فأصلح بينهما معاوية بن حديج . ولا يعلم إلا الله ما كان يحدث بين الرجلين من الخطوب والمحن لو تشبث معاوية بتغيير عهده . وقد روى ابن عساكر أنه لما صار الأمر كله ( 1 ) في يدي معاوية استكثر طعمة مصر لعمرو ما عاش ، ورأى عمرو أن الأمر كله قد صلح به وبتدبيره وبعنايته وسعيه فيه ، وظن أن معاوية سيزيده الشام على مصر فلم يفعل معاوية ، فتنكر له عمرو فاختلفا وتغالظا ، وظن الناس أنه لا يجتمع أمرهما ، ولكن قبل أن يتفاقم الخطب وتستعر نار الخلاف
1 - ولا يتبادر إلى الذهن من قوله ( لما صار الأمر كله في يدي معاوية ) أن مصر انتهت إلى معاوية بعد اصطفاء معاوية للخلافة والحسن رضي الله عنهما ، بل أخذ عمرو مصر محمد بن أبي بكر لما كان واليا عليها من قبل علي في خلافته قبل وفاته بسنتين .
269
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 269