نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 270
استعارا تدخل بعض المسلمين في الأمر وأصلحوا بين الرجلين ( وإن كان هذا الصلح ظاهريا ) على أن يكتب بينهما كتاب بمثابة ضمان لكل منهما خلاصته : 1 - أن تكون لعمرو ولاية مصر سبع سنين . 2 - وأن على عمرو السمع والطاعة لمعاوية . وتواثقا وتعاهدا على ذلك ، وأشهدا عليهما به شهودا ، ثم مضى عمرو إلى مصر واليا عليها ، وذلك في أواخر سنة 39 ه فلم يمكث غير ثلاث سنوات تقريبا حتى مات وهو أمير عليها . وصفوة القول أن المودة والوئام لم يدوما بين عمرو ومعاوية ، لأن عمرا كان يود أن تكون له الشام مع مصر ، ومعاوية قد استكثر عليه مصر . ومثل هذين الرجلين لا يتفق لهما أمر ، فيعلم مما تقدم أنه اتفاق ظاهره المحبة وباطنة يشعر بالدهاء ، وأن عمر لم يبايع معاوية حبا به أو مودة له ، بل طلبا لمصر ورغبة في استرجاع ما كان له عليها من سلطان - ولم يكن معاوية أيضا بأقل بغضا منه . يدلك عليه ما روي أن معاوية قال يوما لجلسائه ( ما أعجب الأشياء ) فقال يزيد ( أعجب الأشياء هذا السحاب الراكد بين السماء والأرض لا يدعمه شئ من تحت ولا هو منوط بشئ من فوقه ) وقال آخر ( حظ يناله جاهل وحرمان يناله عاقل ) وقال آخر : ( أعجب الأشياء ما لم ير مثله ) وقال عمرو بن العاص : ( أعجب الأشياء أن المبطل يغلب المحق ( يعرض بعلي ومعاوية ) فقال معاوية : ( بل أعجب الأشياء أن يعطى الإنسان ما لا يستحق إذا كان لا يخاف ( يعرض بعمرو ومصر التي أخذها له طعمة ) .
270
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 270