responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 28


ولن يكون هو ذلك المربي الصالح ، ولا الحافظ الناجح . . بل سيكون في سائر الناس من هو أولى منه بذلك ، إذا كان بعيداً عن أمثال هذه الهنات ، والتزم جانب الحذر ، والمراعاة لما تقوده إليه حكمته ، ويهديه إليه عقله ، ويرشده إليه تدبيره . .
وذلك كله يحتم علينا أن نقول : إنه حين يختار المعصوم المرجوح ، فلا بد أن يراه على أنه هو الراجح ، رؤية لا تخل بعصمته ، ولا بحكمته ، ولا بعقله ، ولا بتدبيره ، ولا بتوازن الشخصية لديه . .
ولو بأن يقال : إن مرجوحيته إنما هي في مقام الواقع وراجحيته إنما هي في مقام الظاهر ، والتكليف متوجه إليه بما هو في مرحلة الظاهر ، وبحسب ما تؤدي إليه الأدلة ، والحجج المجعولة ، والتي يجب عليه الالتزام بها . .
أما مرحلة الواقع فلا تكليف فيها حتى لو علم به من طرق أخرى ، إذ أنه ممنوع عن متابعة علمه الواصل إليه منها . .
وقضية آدم « عليه السلام » هي من هذا القبيل ، كما سنرى . فيكون خلافه للأولى بحسب الواقع ونفس الأمر ، إنما هو لصالح ما هو أولى منه في مرحلة الظاهر ، بسبب ما استجد من عناوين مرجحة له إلى درجة التعيين والإلزام . .
ولولا ذلك ، فإن ارتكاب النبي آدم « عليه السلام » لخلاف الأولى يفقده الأهلية لمقام النبوة ، ويجعله أهلاً للعقاب والعتاب ، فإن مخالفة الأولى لا تقبل من الإنسان العادي ، فكيف بنبي يعرف من اسم الله الأعظم خمسة وعشرين حرفاً ، وهم يقولون : إن حسنات الأبرار سيئات المقربين ، وإذا جاز على الناس العاديين فعل مخالفة الأولى ، فذلك لقصورهم أو لتقصيرهم ، وإنما يعفو الله عنهم ، ولا يعاتبهم ، تفضلاً منه وتكرماً . .
وصدور ذلك من الأنبياء ، أصعب وأشد ، فإن ذلك ينقص من مقامهم ،

28

نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست