responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 29


حتى لو لم يعاقبهم الله ولم يعاتبهم ، لأن العفو التفضلي لا يعني بقاء المعفو عنه على درجة الأهلية ، ولا يرى الناس من يرتكب ذلك أهلاً لمثل هذه المقامات العظيمة البالغة الحساسية ، بل هو يسقط محله من نفوسهم وقلوبهم . .
ولو كان ما صدر من النبي آدم « عليه السلام » خلاف الأولى ، لما حصل بسبب ما فعله على التكريم الإلهي والتعظيم ، وعلى الجوائز والمقامات ، والعوائد والهبات . .
ولتوضيح ما نرمي إليه نعود فنقول :
إنه حين خالف النبي آدم « عليه السلام » الأولى ، فإن كان يدرك أولويته ، ثم تركه ، فهناك خلل في مستوى وعيه ، أو في حكمته ، أو من حيث تسلط هواه عليه ، أو عدم توازن في شخصيته . .
وإن كان لم يدرك الرجحان ، الذي من شأنه أن يدركه عامة الناس ، ومع كون المورد أيضاً من موارد إدراكات العقول ( كالحسن والقبح العقليين ) ، فهذا إنسان لا يليق بمقام النبوة ، بسبب ضعف إدراكه ، أو لوجود خلل عقلي لديه . .
وموضوع إطاعة الأوامر هو مما يدرك الناس جميعاً وجوبه ، استناداً إلى قانون الملكية والمملوكية ، والمولوية والعبودية . .
فإذا انتفى الأمران السابقان تعين الأمر الثالث ، وهو أن يكون النبي آدم « عليه السلام » عالماً بما هو راجح في الواقع ، ولكن رأى أنه قد عرضت له عناوين جعلته مرجوحاً في مرحلة الظاهر ، أو العكس . .
فالنبي آدم « عليه السلام » قد ترك الأولى في الواقع وعمل بالأولى ، في مرحلة الظاهر . . فالصدق مثلاً أمر حسن في الواقع ، لكن إذا كان يوجب قتل نبي ، فإنه يصبح قبيحاً ( في مرحلة الظاهر ) . .

29

نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست