وسيادته ، ومولويته ، فيكون للاستسلام ، والعبودية ، والسيادة ، والموقعية ، الدور في الانبعاث ، والتحرك لامتثال الأمر ، فيقال : لمن لم يتحرك للامتثال : « عصى » ، بمعنى تمرد على مولاه ، وكسر هيبته ، وذلك مثل الأوامر التعبدية ، التي لا يعرف المكلف الوجه ، ولا المصلحة فيها . . ومرة يكون الانبعاث ناشئاً عن الشعور بأمرين ، هما : لزوم حفظ السيادة وإدراك وجود مصلحة في المطلوب . . ومرة لا يكون لحال الآمر أثر في الأمر ، فلا يكون سيداً ولا مولى ، بل يكون صديقاً ، ومخالفة أمره لا توجب كسر مولويته ، ولا هتك حرمته ، بل هو يستجيب لأمره من موقع اللياقة والمجاملة . . ومرة رابعة يكون إدراك وجود المصلحة هو الداعي والمحرك ، كأمر الطبيب للمريض ، فالداعي للطاعة هو الإحساس بجدوى المأمور به في الشفاء ، وهذا الداعي هو معنى داخل في مضمون متعلق الطلب . . وكذا لو أعطيت السائل الطالب ، فإن الإعطاء ليس لأجل امتثال أمره ، ولا لحفظ مولويته وسيادته ، بل لأن العاطفة تحركت في قلبك . . وإذا قال الببغاء : إفعل . فإن قوله لا يوجب أي تحريك . . فاختلاف الدواعي يوجب الاختلاف في العنوان الذي ينشأ عن المبادرة والامتناع ، ولأجل ذلك فإن كلمة : « عَصَى » ، يختلف معناها باختلاف هذه الحالات . . فمعصية الله غير معصية الطبيب والصديق ، والسائل وغير ذلك . فمعصية الله في أوامره التعبدية معناه كسر هيبته ، وهتك حرمته ، والجرأة عليه ، والتمرد على مولويته . أما معصيته في أوامره الإرشادية ، أو الواردة في مقام التخيير ، أو لأجل رفع الحظر ، وكذلك معصية السائل ، والطبيب ، والصديق ، فلا توجب ذلك . .