وهذا ما يفسر لنا سبب القضاء بالأيمان ، بعد فقدان البينات في الإسلام ؛ فإن ذلك يعني إخراج الأمر من عهدة الحالف ، ليجعله في عهدة الله وفي ضمانه ، فإن كان ثمة من تعد وجرأة واغتصاب حق ، فإن الله سبحانه . هو الذي يتولى قصاص من يفعل ذلك . وعلى كل حال ، فقد جاء عن الإمام الرضا « عليه السلام » ما يشير إلى ذلك ، فقد روي أنه قال : « فأكلا منها ثقة بيمينه » [1] . الشيطان أم إبليس : وحول سؤال : كيف يثق النبي آدم بقسم إبليس ، مع أن الله تعالى قد حذره منه ، نقول : أولاً : إنه ليس بالضرورة أن يكون النبي آدم « عليه السلام » عارفاً بحقيقة إبليس ، وبأنه هو الذي كان يخاطبه ، خصوصاً مع محاولة التخفي التي مارسها إبليس ، كما ألمحت إليه الروايات . . ثانياً : إنه يلاحظ : أن الآيات التي تحدثت عن تعريف الله تعالى للنبي آدم بعدوِّه قد ذكرت اسم « إبليس » ، ولكن جميع الآيات التي تحدثت عن موضوع الأكل من الشجرة إنما ذكرت كلمة « الشيطان » ، رغم أن بعض الآيات متصل بالبعض الآخر ، كما في سورة طه . فراجعها . . وهذا يثير احتمال أن يكون إبليس قد توسل ببعض جنوده الذي ربما لم
[1] تفسير البرهان ج 3 ص 46 وج 1 ص 83 و 81 والبحار ج 11 ص 64 و 161 و 163 و 188 و 206 وفي هامشه عن عيون أخبار الرضا ص 108 و 109 وعلل الشرائع ص 48 والكافي ج 1 ص 215 .