عليها آدم « عليه السلام » ، فإنه يحقق أقصى ما يتمناه . ومنها : ادعاء أن الله سبحانه لم ينه آدم « عليه السلام » عن الشجرة من أجل أنه يراه لا يستحق هذه المقامات السامية . ومنها : ادعاء أن نهيه له ليس نهي تحريم ومنع ، ولا يكشف عن مبغوضية منه تعالى للمنهي عنه ، كما أنه ليس نهي تنزيه . . ومنها : أن يدعي له أخيراً أن هذا النهي لا يدل على وجود مضرة في المنهي عنه ، بل هو نهي تخفيف ورفق ، من حيث أن الأكل من الشجرة وإن كان يوصله إلى ما يتمناه ، ولكنه يكلفه غالياً ، وغالياً جداً . أمثلة للتوضيح : ويمكن تقريب هذا الأمر بالأمثلة التالية : إن سياق هذا النهي سياق نهي والد لولده عن الهجرة إلى بعض البلاد لطلب الرزق . . مع أنه يحصل على ما يكفيه من دون هجرة ، فيقول له أبوه : إن بقاءك لا يضر بحالك ، ولا ينقص من سعادتك ، لأنك تحصل على ما يكفيك ، فسفرك وإن كان يفيد في تحصيل أموال أكثر ، ولكنه محفوف بالمخاطر ، وفيه متاعب ومشقات كبيرة وسهر ليالي ، وتحميل للنفس ما يرهقها . . وهذا معناه أنه لا ينهى ولده عن السفر لأجل أن في السفر مفسدة ، أو لأجل أنه ليس أهلاً لتلك الأموال التي يمكن أن يحصل عليها ، وليس نهيه له نهياً تحريمياً ، ولا هو تنزيهي ، بل هو إشفاقي ، تسهيلي . . تماماً على حد قوله تعالى : * ( طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) * . . [1] . ومثال آخر نسوقه هنا هو : لو أن إنساناً كان وجهه على درجة مقبولة ، من