الجمال . . ولكنه لم يقتنع بذلك فأراد أن يزيد بهاء وجمالاً بواسطة إجراء عملية جراحية تجميلية . فقد ينهاه أبوه عن ذلك ، لأن التكاليف باهظة ، ولأنه يعرض نفسه بذلك إلى آلام الجراحة ، وإلى مرارة الأدوية ، ووخز الإبر ، والقعود عن العمل أياماً . . ولكنه لو أقدم على ذلك ، فسيحصل على نسبة جمالية كان يتمناها ، ولا يرفض أبوه حصولها له ، كما أن الله سبحانه يسهل له الأمور ، ويعفيه من الوضوء ، وينقله إلى التيمم ، ويقبل منه الصلاة من جلوس ، ولا يلزمه بإزالة دم الجروح والقروح في حالات معينة ، وما إلى ذلك . . والحال بالنسبة لآدم « عليه السلام » النبي الكامل ، الذي يسعى للحصول على المزيد من الكمالات والقربات هو ذاك ، فإنه إذا بلغ درجة الكمال ، وهي درجة المئة مثلاً - وأراد أن ينال الدرجات التي بعدها ، ورأى أن ذلك في حدود الميسور المقدور ، فسوف يحمل نفسه أعظم المشاق في سبيل ذلك . ولن يرضى بالجمود والركود ، بل سيكون حاله حال النبي إبراهيم « عليه السلام » الذي بلغ اليقين في إيمانه ، أراد أن يحصل على درجات أعلى وأعلى ، فيصل مثلاً إلى درجة علم اليقين ، وعين اليقين ، وذلك هو قوله تعالى : * ( قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) * . . [1] .