يضاف إلى ما تقدم حديث يقول : إن جنية من أهل نجران تمثلت في مثال أم كلثوم [1] فراجع . وأمثال ذلك كثير لا مجال لاستقصائه . . وهو يدل ما على ما ذكرناه من قدرة الجن - وإبليس منهم - على الظهور بأية صورة أرادوا . . البيان المتجانس : وعلى كل حال : فإن الخطاب الإلهي للنبي آدم « عليه السلام » قد جاء في غاية الوضوح ، وغاية في الإبهام ، بالنسبة لإبليس ، وبالنسبة للشجرة على حد سواء . . كما أنه قد أشار إلى الشجرة بكلمة هذه ، وإلى إبليس بكلمة هذا ، ولكنه بعد أن جرى ما جرى ، قد جاء الخطاب معاكساً في منهجه للخطاب الأول ، حيث قال : * ( أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ ) * . . [2] فأبعد الشجرة عن ساحة الحضور ، وأشار إليها بكلمة تلك ، كما أنه أبعد إبليس عن ساحة الحضور ، وصار يتحدث عنه بصيفة الغائب ، ووصفه بالشيطان ، ليشير إلى صفاته الذميمة التي يوحي بها هذا الوصف ، فقال : * ( وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) * . . [3] .
[1] بحار الأنوار ج 42 ص 88 والخرائج والجرائح ج 2 ص 825 و 826 ومرآة العقول ج 21 ص 198 وج 20 وراجع : المجدي في أنساب الطالبيين ص 17 و 18 ومدينة المعاجز ج 3 ص 202 والصراط المستقيم ج 3 ص 130 وسفينة البحار ط سنة 1414 ه ج 1 ص 684 . [2] الآية 22 من سورة الأعراف . [3] الآية 22 من سورة الأعراف .