responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 58


لماذا الإبهام ؟
ويبقى السؤال يلح بطلب الإجابة ، وهو : أنه لماذا لا يكون البيان الإلهي للنبي آدم ، واضحاً وصريحاً ؟ . . وما هي الحكمة في هذا الإبهام ؟ سواء بالنسبة إلى الشجرة ، أو بالنسبة لإبليس . .
ونجيب باختصار : إن السياسة البيانية الإلهية ترتكز إلى أمر واقعي وهام ، وهو أن الله تعالى قد زود النبي آدم بهدايات من شأنها أن تصونه من مكر إبليس ، وهي هدايات عقلية ، وفطرية ، وشرعية ، وإلهامية ، وغيرها . . والنبي آدم هو خيرة الله تعالى وصفوته . فلا بد أن تكون هذه الهداية شديدة الحضور والتأثير في حياته « عليه السلام » . .
ولكن من الواضح : أنه تعالى يريد أن يحفظ للفطرة دورها ، وللعقل دوره ، في الهداية ، والرعاية ، والتدبير ، والحركة في الحياة ، فلا يتدخل في شؤونها ، ولا ينوب عنها فيما هو من وظائفها ، إلا في المواضع التي لا يجد سبيلاً للاهتداء إليها . . كما هو الحال في الأمور الغيبية ، فإن الله سبحانه يفتح باب الهداية إلى ذلك الغيب ، ويكشفه له بالمقدار الذي لا يضر بدور الفطرة والعقل والإلهام ، وغيرهما من وسائل الهداية . .
وقد كشف سبحانه للنبي آدم عن الشجرة ، وعن إبليس ، وعن عداوته له ، وبقيت جوانب أخرى غامضة لا بد أن يحيلها إلى الهدايات العقلية أو الفطرية لكي تكشفها له ، ولتمارس دورها وفقاً للضابطة ، وللناموس الطبيعي الذي أراد له أن يكون المهيمن على الحياة ، وهكذا كان . .
وقد أعطى الله تعالى لتلك الهدايات كل القوة ، وكل الصلاحيات ، وكل الاعتبار . وإن كانت لا تستطيع أن تنفذ إلى بواطن الأمور ، بل تبقى في دائرة الظاهر . .

58

نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست