ثانياً : إن لنا تحفظاً على ما ذكره العلامة الطباطبائي « رحمه الله » من حيث أن كلامه يوحي بأن عصمة الأنبياء تختص في أمور الدين من جهة تبليغها . . مع أن عصمتهم « عليهم السلام » لا تختص بهذه الناحية ، بل هم معصومون في كل شيء من أمور الدين والدنيا ، في التبليغ وفي غيره ، وفي القول والفعل ، والحفظ ، وغير ذلك . . قبل الدخول في التفاصيل : ثم إن السياق في الآيات التي ذكرت قضية النبي آدم قد جاء ليؤكد على أن ثمة اتجاهاً بيانياً واضحاً ، لإبعاد هذه القضية عن توهم أن ثمة معصية حقيقية ، ونجد الكثير من المفردات التي تسهم في بيان هذه الحقيقة ، وقد ذكرنا العديد منها في سياق البحث في هذا الكتاب ، وبقي بعض من ذلك نشير إليه بصورة تقريرية سريعة هنا . فنقول : 1 - إنه تعالى حين حذر آدم « عليه السلام » من إبليس لم يزد على القول له : إنه عدو له ، ولزوجه « عليهما السلام » . . فقال : * ( إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ ) * . . وأنه يريد أن يخرجهما من الجنة . . فقال : * ( فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ ) * . . وأن نتيجة ذلك هو الشقاء والتعب الذي ينشأ عن مواجهة حاجات محيط آخر ، غير محيط الجنة بعد الخروج منها . ثم قال : * ( فَتَشْقَى ) * . . وقال أيضاً عن الشجرة : * ( لاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ ) * . . 2 - وتحدث عن فعل الشيطان ، فقال عنه : * ( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا ) * . . « أي عن الشجرة » . وقال : * ( فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ) * . .