كلمة أخيرة : وفي الختام . . نقول : إننا لا نريد أن نطلب من القارئ الكريم أن يعلن أنه قد انتهى إلى درجة اليقين بأن ما ذكرناه هو صريح الآيات المباركة ، الذي لا محيص عنه . . فإن القرائن ، والدلائل ، والشواهد المتضافرة ، تأخذ بأيدي بعضها البعض ، لتعطي ظهوراً قوياً للآيات فيما نقول . . وقد ظهر أن ذلك هو ما ينسجم مع المفاهيم والقواعد العقلية ، ومع الثوابت واليقينيات من مذهب أهل البيت « عليهم السلام » ، الذين هم صفوة الخلق وسفينة نوح ، التي من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق وهوى . . ولكننا نريد من القارئ الكريم أمرين : أحدهما : أن يكون لديه اليقين كل اليقين بعصمة الأنبياء عن كل خطل وزلل ، قبل بعثتهم ، وبعدها . . حتى لو لم يتمكن من اكتشاف التأويل الصحيح لهذه الآية ومثيلاتها . . فليرد علمها إلى الراسخين في العلم صلوات الله عليهم . . وذلك لأن هذه العصمة ثابتة بالدلالة العقلية القاطعة التي لا مجال لأي شبهة فيها .