responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 102


نجاح مخطط إبليس :
وأما الحديث عن أن مخطط إبليس قد نجح ، حيث خالف النبي آدم النهي المتوجه إليه . . فهو غير صحيح ، فإن ما جرى إنما كان نجاحاً للنبي آدم كأعظم ما يكون النجاح ، حتى استحق مقام الاجتباء الإلهي . .
ولعلك تقول : كيف يكون النبي آدم « عليه السلام » هو الناجح ؟ ! . . ونحن نرى :
1 - أنه « عليه السلام » قد أهبط من الجنة : « اهْبِطَا » ، و « اهْبِطُواْ » . .
2 - أنه قد عوتب من قبل الله على أكله من الشجرة ، قال تعالى : * ( أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ ) * . .
3 - أنه عوتب على إطاعة إبليس : * ( وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) * . .
ونقول في الجواب :
أولاً : لو كان ما عمله النبي آدم « عليه السلام » أمراً مرجوحاً ، لم يستحق جائزة عليه ، بحيث يمنحه الله تعالى مقام الاجتباء والاصطفاء مباشرة ، والذي ذكر في قوله تعالى : * ( ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ ) * . . وقوله سبحانه : * ( إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ ) * . . [1] .
ثانياً : إن ما جرى للنبي آدم من هبوط ، إنما هو من آثار سعيه لنيل أعلى مقامات الرضا والكرامة الإلهية ، وأن يكون مع الأنوار التي رآها عند العرش ، ولم يكن يعلم أنه عاجز عن الوصول إليها ، وأن لسعيه هذا آثاراً طبيعية ، وقد حصلت له فعلاً ، وهذا نظير من يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، فإن من



[1] الآية 33 من سورة آل عمران .

102

نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست