responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 101


والقسم ، قد حصرت خيار النبي آدم في خصوص الأكل من الشجرة ، ليخرج بذلك من دائرة التفريط في جنب الله والاستخفاف بعظمة الله ، وكبريائه ، فيما لو تجاهل القسم . .
وذلك اعتماداً منه على الوسائل التي يجب عليه أن يتوسل بها ، فعدم امتثال النهي عن الشجرة ، ليس على سبيل التمرد عليه تعالى ، بل على سبيل الفناء في الطاعة له تعالى ، التي استحق بها مقام الاصطفاء والاجتباء . .
وهذا نظير من نهاه والده عن أمر ، لأنه يعلم بأنه يعجز عنه ، فظن أنه نهاه شفقة عليه ، وأنه لو عمله ، فسوف ينال عظيم الرضا منه ، فبادر إليه ، فظهر له أنه عاجز ، وعرف سبب نهي أبيه له ، ولكن عجزه هذا أوجب له ضرراً جسدياً مثلاً . .
فإذا خاطبه أبوه بما يوافق علمه الواقعي ، فإن ذلك لا يجعل الولد عاصياً في الواقع ، بل هو مطيع ( في صورة عاص ) وهو بار بوالده غاية البر ، رغم نهي والده له ، ورغم مخالفته هو للنهي . .
خامساً : إن إبليس لم يطلب من النبي آدم « عليه السلام » وزوجه ترك التسليم لأمر الله تعالى ، والتمرد عليه ، بل دعاهما لتحمل المشاق في سبيل رضاه تعالى . . وقد كان يهدف إلى أن إيقاع النبي آدم بالبلاء الدنيوي كالجوع ، والعري ، والحر ، والبرد ، وغير ذلك . تماماً كما جرى للنبي أيوب ، ولم يكن يريد أن يضله ، لأن إبليس يعلم أنه لو طلب من النبي آدم « عليه السلام » التمرد على الله تعالى ، فسوف لن يطيعه « عليه السلام » . .
وقد انقلب السحر على الساحر ، فبدلاً من أن ينحط مقام النبي آدم ويتعب ، فإن الله تعالى قد جمعه إليه ، ورفع درجته ، وأغدق عظيم ألطافه عليه . .

101

نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست