ولا يخفى مدى تخبطهم وخلطهم في مقام تبرير الاعتداء وتبرئة المعتدين وقد وصل بهم الأمر إلى أن حرفوا الروايات بعد أن لم يفلحوا من منع روايتها وحذفوا بعضها من كتبهم المعتبرة وهو ما اطلعت على بعض مفرداته في هذا الكتاب فيما نقلناه عن الكنجي وابن شهرآشوب الذي دل على أن كتاب المعارف لابن قتيبة قد لعبت به الأهواء وعبثت بمضامينه . .
والأنكى من ذلك أنهم حاولوا ضرب عصفورين بحجر واحد ، حيث تواطئوا على النيل من شخصية علي ( عليه السلام ) الذي تصوره الرواية ، بأنه رجل لا هم له ولا شغل عنده إلا الحرب من خلال تصويره مصراً في كل مرة يولد له من الزهراء ( عليه السلام ) ولد على تسميته حرباً . . وهو الذي لم يكن ليسبق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بشيء طيلة حياته .
والجدير ذكره أن هؤلاء يريدون تنزيه ساحة الصحابة وإن كان ذاك على حساب ساحة قدس النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) وفاطمة ( عليها السلام ) وأهل البيت ( عليهم السلام ) والإسلام والتاريخ . .
أما هذا " المؤلف " وأضرابه فلا ندري ماذا يريدون ؟ ! كل ما نعرفه عنهم هو أنهم يهوون اقتحام المسلمات وتحدي الممنوع ومخالفة المشهور . .
7 - وقال اليعقوبي المتوفى سنة 254 ه‌ :
" وكان له من الولد الذكور أربعة عشر : الحسن والحسين ومحسن مات صغيراً " [1] وقول اليعقوبي هذا دليل على وجود المحسن ودليل على بطلان دعوى الأقدمية والأسبقية للخصيبي في ذكر خبره ، وبالتالي دعوى أن كل من عالج مسألة أولاد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من فاطمة ( عليها السلام ) بعد الشيخين الأقدمين - الخصيبي والمفيد - عالة عليهما ولم يخرج عن قولهما ، لا سيما إذا علمت أن الخصيبي لم يكن قد ولد بعد حينما دون اليعقوبي خبر المحسن في تاريخه . وقد نقل عين عبارة اليعقوبي وهي قوله : " . . مات صغيراً " وإن لم يكن كتاب اليعقوبي مصنفاً في خصوص سير الأئمة ( عليهم السلام ) .

[1] 1 ) تاريخ اليعقوبي ، ج 2 ، ص 213 .

91