وعليه فلا مانع من أن يكون الخصيبي عالة على اليعقوبي لتقدم اليعقوبي عليه بثمانين سنة .
8 - وروى ابن شاذان المتوفي سنة 260 ه‌ عن ابن عباس ، قال :
" إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان جالساً ، إذ أقبل الحسن ( ع ) ، فلما رآه بكى ، ثم قال : إلي يا بني . . . ثم أقبل الحسين ( عليه السلام ) . . . ثم أقبلت فاطمة ( عليها السلام ) . . . ثم أقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فسأله أصحابه . . فأجابهم ، فكان مما قاله لهم :
وأما ابنتي فاطمة ( عليها السلام ) ، فإنها سيدة نساء العالمين . . وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي . كأني بها وقد نزل الذل بيتها وانتهكت حرمتها ، وغصب حقها ، ومنعت إرثها ، وكسر جنبها وأسقطت جنينها ، وهي تنادي : يا محمداه فلا تجاب ، وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي مكروبة ، باكية . . . فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي ، فتقدم علي محزونة مكروبة ، مغمومة ، مقبولة . . . يقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، اللهم العن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وذلل من أذلها ، وخلد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت جنينها . . فتقول الملائكة عند ذلك : آمين " [1] .
هذه الرواية تدل على وجود المحسن ، كذلك تدل على بطلان دعوى الأقدمية والأسبقية للخصيبي في ذكر خبره ، وبالتالي دعوى كون كل من عالج مسألة أولاد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من فاطمة ( عليه السلام ) بعد الشيخين الأقدمين عالة عليهما ولم يخرج عن قولهما . لا سيما إذا علمت أنها تختلف سنداً ومتناً عما رواه الخصيبي الذي توفّي سنة 334 ه‌ أي بعد وفاة ابن شاذان بأربع وستين سنة . .
وعليه كيف يكون كل من عالج مسألة أولاد أمير المؤمنين بعد الشيخين الأقدمين عالة عليهما ولم يخرج عن قولهما .

[1] الفضائل لابن شاذان : ص 8 و‌ 11 ( تحقيق الأرموري ) طبعة جامعة طهران سنة 1393 ه‌ . وفرائد السمطين : ج 2 ، ص 34 و 35 ، وأمالي الصدوق : ص 99 و 101 ، وإثبات الهداة : ج 1 ، ص 280 ، وإرشاد القلوب : ص 295 ، وبحار الأنوار : ج 28 ، ص 37 و 38 و 39 ، و ج 43 ، ص 172 و 173 ، والعوالم : ج 11 ، ص 392 ، وفي هامشه عن غاية المرام ، ص 48 ، وعن المختصر ، ص 109 ، وراجع : جلاء العيون : ج 2 ، ص 186 و 188 ، وبشارة المصطفى ، ص 197 و 200 .

92