نام کتاب : أين الإنصاف نویسنده : وفيق سعد العاملي جلد : 1 صفحه : 66
هذا إضافة إلى تجاهله كل من روى خبر المحسن ممن هم أقدم وأسبق من الخصيبي ، وإن لم يصنفوا في خصوص سير الأئمة ( عليهم السلام ) . . تبرير في غير محله وفي سياق ذكر الأسباب التي أدت إلى خفاء أمر السيدة سكينة وضياع ذكرها ، حاول تبرير دعواه الأقدمية والأسبقية للخصيبي في التصنيف في سير الأئمة ( عليهم السلام ) التي كان قد ساقها للتأسيس لدعوى أن كل من عالج مسألة أولاد أمير المؤمنين عليه السلام بعد الشيخين الأقدمين [ الخصيبي والمفيد ] عالة عليهما ولم يخرج عن قولهما ، بإعادة ذلك إلى : " اضطراب أمر أتباع أهل البيت عليهم السلام في القرون الثلاثة الأولى . بحيث أنهم لم يبدأوا نظم أمرهم فكرياً وثقافياً ، وخصوصاً تسجيل تاريخهم الخاص ، إلا في عصر المؤسسين الكبار . أمثال الشيخ الصدوق المتوفى سنة 381 هت / 991 م . والشيخ الطوسي المتوفى سنة 385 ه / 995 م [ 460 ه / 1070 م ] . والشيخ المفيد المتوفى سنة 413 ه / 1022 م . والسيد المرتضى المتوفى سنة 433 ه / 1041 م . ومن ذلك أننا رأينا أن أول من صنّف في سِيَر الأئمة ( عليهم السلام ) هو الحسين بن حمدان الخصيبي ، المتوفى سنة 334 ه / 945 م . في كتابه ( الهداية الكبرى ) . ثم من بعده الشيخ المفيد في كتابه ( الإرشاد إلى حجج الله على العباد ) . فهذان هما رائدا التصنيف في التاريخ الخاص بالأئمة . ومن بعدهما توقّف الاهتمام بالموضوع تجديداً وتطويراً ، مدة تقرب من قرنين وبعض القرن . أي إلى أن ثلث عليهما أبو الفتح الأربلي المتوفى سنة 693 ه / 1293 م ، بكتابه ( كشف الغمّة في معرفة الأئمة ) . وهو كتاب لا تصح مقارنته بعملي سلفيه . من حيث أنه يفتقر إلى الأصالة التي تمتعا بها . والجدير بالذكر أنه منذ ذلك الأوان لم تحصل إضافة أساسية على أعمال أولئك الروّاد " [1] . وكما ترى ، فإن الأسباب التي يذكرها هنا في مقام تبرير ادعائها هناك هي غير تلك التي كانت وراء ادعائه لها ، فتبريره لها هنا لا يصحح ادعائه لها هناك . هذا إن كان ما جاء به هنا يصلح لأن يكون مبرراً . .