نام کتاب : أين الإنصاف نویسنده : وفيق سعد العاملي جلد : 1 صفحه : 48
ومن القريب جداً أن يكون معاوية نفاه إلى القرى البعيدة عن دمشق لا إلى القرى القريبة منها لئلا تسري دعايته إلى دمشق فنفاه إلى قرى جبل عاملة . وأما عدم ذكر المؤرخين تشيع أهل جبل عامل على يد أبي ذر فيمكن أن يكون لعدم اطلاعهم عليه ، ولا بعد في أن يخفى على كثير من الناس في ذلك العصر لما يدعو إلى إخفائه من الخوف أو محبة كتمانه وعدم إظهاره ، فإنا نرى ابن سعد في طبقاته تطلب الأعذار لما وقع في ذلك الوقت ونسبه لمروان وحده ، ونرى الطبري كيف جمجم في واقعة نفي أبي ذر ، وتبعه ابن الأثير على غير عادته هذه كلها أمور يستأنس بها لتشيع أهل جبل عامل على يديه ، وتورث الظن بذلك وإن كنا لا نستطيع الجزم بها " [1] . وهو ما أردنا تسجيله من ملاحظات على دعوى " المؤلف " أسطورية هذا الدور والفضل لأبي ذر في تشيع أهل جبل عامل لعلها تورثه الظن وتدفعه إلى الجزم ، أو لعله يستأنس بها فيعود عن دعواه هذه في طبعة جديدة لكتابه " تأسيس الشيعة " ولا عيب في ذلك ، فإن لكل جواد كبوة . أسئلة برسم الجواب ونسأل " المؤلف " بعدما مرّ : لماذا لم ينهج في موضوع أبي ذر الغفاري نهجه الذي نهجه في موضوع السيدة سكينة ؟ ! وهل العناصر التاريخية في هذا الموضوع أندر منها في موضوع السيدة سكينة ؟ ! ! ولماذا لم يستند إلى النقولات الشعبية هنا كما استند إليها هناك ؟ ! ! ولماذا لم يعتبر المشهدين المنسوبين لأبي ذر في الصرفند وميس الجبل وثيقتين تاريخيتين هنا كما اعتبر المشهد المنسوب للسيدة سكينة في داريا من أعمال دمشق وثيقة تاريخية هناك ؟ ! ! ولماذا لم يلفت إلى النصوص التاريخية التي نقلناها عن ابن شاذان والحر العاملي ومحمد كرد علي وابن أعثم وابن أبي الحديد و . . و . . أم أنه لم يلتفت إليها أصلاً ، فتلك مصيبة
[1] خطط جبل عامل ص 83 و 84 ، وراجع : أعيان الشيعة . .
48
نام کتاب : أين الإنصاف نویسنده : وفيق سعد العاملي جلد : 1 صفحه : 48