ومن أين ، وكيف ثبت " للمؤلف " أسطورية تلك العناصر ؟ ! وكيف اتضحت له دون سواه أسطورية هذه القضية ، ولم تتضح له أسطورية سواها مما أثبتته له الحكايات الشعبية ؟ ! !
وحبذا لو بين لنا طبيعة هذه العناصر الأسطورية بدلاً من رمي الكلام - هكذا - على عواهنه . .
عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود ثم هو يدعي أن الحر العاملي : " لا ينسب كلامه إلى أصل أخذه عنه " ! !
ويدعي أنه : " لم يجده ، أو ما يشبهه في المصادر الأكثر قدماً ، ولا المتأخرة عنه " ! !
وكأنه اطلع على جميع المؤلفات الإسلامية التي بادت واندثرت عبر قرون التاريخ ، والتي بقيت وانتشرت في المطبوعات والمخطوطات إلى يومنا هذا ! !
وقد راجعنا كلام الحر العاملي في أمل الآمل فوجدنا أنه وإن لم يعين أو يسمي المصادر التي نقل عنها ، إلا أنه قال في نهاية الفقرة التي اقتطع " المؤلف " منها النص ما نصه :
" وذلك مذكور في التواريخ والأحاديث " [1] الأمر الذي لم يلفت أو يلتفت إليه هذا " المؤلف " ؟ ! !
ولعل الحر العاملي لم يكن بصدد نقل رواية وهو ما نرجحه ، فلا يصح القول : " لم نجده أو ما يشبهه في المصادر الأكثر قدماً ، ولا المتأخرة عنه " ! !
ونسأله : فهل عدم وجدانه هو يدل على عدم وجودها ؟ ! وهل مجرد أن لا يجدها هو فيما راجعه من كتب يسيرة ومحدودة على رغم وجود مئات الألوف من المصادر يصلح شاهداً على أسطوريتها ! !
هذا والحر العاملي يصرّح بأنه نقله عن مصادر لعلها كانت في حوزته ولم تصل إلينا ، فلا داع لتكذيبه فيما ينقله لنا ، أو على الأقل لا داع لنسبة الاشتباه إليه . . ولم نجد أي مبرر أو سبب أو عذر للادعاء بأنه " أخذه من نقولات متداولة محلية " لا سيما أن الحر قد صرّح بخلافه ولا يملك أحد دليلاً على خلافه سوى

[1] أمل الآمل ج 1 ص 13 .

45