responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أين الإنصاف نویسنده : وفيق سعد العاملي    جلد : 1  صفحه : 38


والتاريخ صريح بأن المدينة كانت تضيق على عثمان في كل مرة كان أبو ذر يزورها حاجاً أو زائراً ليجدد عهده برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) لما له من ثقل ولما يتمتع به من حصانة ، ويحمله من أوسمة ، لا سيما وسام الصدق في الحديث الذي قلّده إياه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حياته لعلمه ( صلى الله عليه وآله ) بأنه سوف يحتاجه في المستقبل . . وبما تميّز به من جرأة وشجاعة وصلابة اشتهر بها ، فكان عثمان يضيق عليه لأسباب حاول بعض المؤرخين تصويرها بأنها خلافات شخصية وحصرها بقضية بين مال المسلمين الذي كان عثمان ينفقه ، بل يبذره يميناً وشمالاً على قرابته وبطانته وحاشيته ، إلا أن ذلك لم يكن إلا مفردة من مفردات المواجهة والدور الذي كان يمارسه أبو ذر في تلك المرحلة . . والأمر أبعد من ذلك بكثير . . فكان يعود أدراجه إلى الشام ليتابع دوره الذي بدأه هناك بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
دور أبي ذر في الشام والربذة وقد كانت الشام بالنسبة إليه : " أرض مقدسة " [1] و " ثغراً من ثغور المسلمين " [2] و " أرض جهاد " [3] شارك في فتوحاتها ، ولم تكن منفى له أو سجن كما يظن كثيرون كالربذة منفاه الذي انقطع فيه قسراً عن الناس .
والمتتبع للأخبار يعلم من خلال العبارات والمفردات المستعملة فيها أن دوره في الشام كان واسعاً لدرجة أنه " انغل الشام " [4] وأصبح له فيها جمهورٌ ينادي : " أبو ذر أبو ذر " [5] . . ولا بد كان له فيها علاقات وروابط شأنه شأن كل إنسان حل في بلد أو مرّ فيه أو استوطنه ، لا سيما إذا كان صاحب رسالة ودور تشهد له مواقفه وكلماته وما عاناه وتحمله في سبيله ، كما مر وكما سيأتي .
جاء في الأنساب للبلاذري : " وقال عثمان يوماً : أيجوز للإمام أن يأخذ من المال ، فإذا أيسر قضى ؟



[1] الفتوح لابن أعثم ج 1 / 2 ص 375 .
[2] شرح النهج لابن أبي الحديد ج 8 ص 360 .
[3] راجع الفتوح لابن أعثم ج 1 / 2 ص 375 و شرح النهج ج 8 ص 360 .
[4] شرح النهج ج 2 ص 375 - 378 .
[5] البدء والتاريخ للمطهر بن طاهر القدسي ط دار صادر ج 5 ص 94 .

38

نام کتاب : أين الإنصاف نویسنده : وفيق سعد العاملي    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست