وأما عرضها : فمن جبلي طيء من نحو القبلة إلى بحر الروم وما بشأمة ذلك من البلاد .
وبها من أمهات المدن : منبج ، وحلبن وحماه ، وحمصن ودمشق ، وبيت المقدس ، والمعرة .
وفي الساحل : أنطاكية ، وطرابلس ، وعكا ، وصورن وعسقلان وغير ذلك " [1] .
ويقول محمد كرد علي : " الشيعة في الشام هم في جبل عامل و هو البلد الواقع بين صفد جنوباً ونهر الأولي شمالاً . وغور الحولة وما حاذاه إلى أرض البقاع شرقاً ، والبحر المتوسط غرباً . وفي مدينة بعلبك وأعمالها وزمنهم فيها قديم " [2] .
ظهور الشيعة في بلاد الشام وقد مرّ فيما نقلناه عن " المؤلف " آنفاً أن الحر العاملي ( قده ) يعتبر التشيع في جبل عامل أقدم منه في أي بلد آخر عدا المدينة [3] .
ويقول محمد كرد علي في خططه أيضاً : الشيعة " في دمشق يرجع عهدهم إلى القرن الأول للهجرة . . وهم من مهاجرة جبل عامل " [4] .
ويقول أيضاً : " أما في الشام فالمعروف بين الشيعة في جبل عامل خلفاً عن سلف إن الذي دلهم على هذا المذهب أبو ذر الغفاري لما سير إلى الشام ولا يزال في قرية الصرفند ( بين صيدا وصور ) له مقام معرف باسمه اتخذ مسجداً معموراً وهو غير مسجد القرية الجامع ، وفي قرية ميس الجبل له مقام آخر . وميس الجبل هذه قرية في جبل عامل على طريق القادم من دمشق " [5] .
إذن وجود الشيعة في جبل عامل يعود للقرن الأول الهجري أي إلى الفترة التي قضاها أبي ذر في جبل عامل ، الذي يقع على الساحل الشرقي وعلى الجبال في الأعالي الجنوبية لبلاد الشام في طريق الداخل إلى دمشق والخارج منها . .

[1] معجم البلدان ج 3 ص 312 مادة : شأم .
[2] خطط الشام لمحمد كرد علي ج 6 ص 247 .
[3] راجع : أمل الآمل للحر العاملي ج 1 ص 13 ، وتأسيس الشيعة لجعفر المهاجر ص 21 و 22 .
[4] خطط الشام لمحمد كرد علي ج 6 ص 247 .
[5] خطط الشام لمحمد كرد علي ج 6 ص 246 .

32