فالذي نقله عنه هو قوله ( ره ) : " وفي الشيعة من يذكر أن فاطمة صلوات الله عليها أسقطت بعد النبي صلوات الله عليه وآله ذكراً كان سمّاه رسول الله وهو حمل محسناً " [1] .
والذي حذفه من قوله ( ره ) هو : " . . فعلى رأي هذه الطائفة يكون عدد أولاد أمير المؤمنين ( ع ) ثمانية وعشرين والله أعلم " [2] ولا يوجد بين ما نقله وما حذفه سوى فاصلة .
وقد حاولنا أن نجد عذراً أو مبرراً لهذا الحذف ، الأمر الذي قد يضطر إليه الباحث في بعض الموارد التي يقتضيها البحث أحياناً فلم نجد ، لا سيما أن هذا النص بالذات لا يحتمل الاقتصار على جزء منه دون جزئه الآخر الذي استثنى فيه المفيد " طائفة " من طوائف الشيعة مشهورها الذي لا خلاف فيه بينهم - كما مرّ عن الطوسي ( ره ) - هو : " أن فاطمة صلوات الله عليها أسقطت بعد النبي صلوات الله عليه وآله ذكراً كان سمّاه رسول الله وهو حمل محسناً " .
وإن دلّ ذلك على شيء فإنه يدل على سبب اختيار المفيد من بين المؤسسين الكبار ، وقوله هذا من بين عشرات الأقوال والروايات الصريحة والواضحة ، التي نقل المفيد ( ره ) بعضها في مؤلفاته الأخرى ونقلها المتقدمون على المفيد والمعاصرين له والمتأخرين عنه ممن رووا خبر المحسن عن غيره لا سيما المؤسسين الكبار الذين نقلوا الخبر وأثبتوه في كتبهم ومؤلفاتهم . .
أما الغاية فهي تقويل المفيد ما لم يقله وتحميل قوله ما لا يحمله ولا يتحمله ولا يحتمله لنفي وجود المحسن أو على الأقل لإثارة الشبهة والشك في وجوده . . وحذف القرينة قرينة على ما ندعيه هذا إضافة إلى ما مر وسيأتي المزيد .
المراد من قول المفيد : " وفي الشيعة . . " والسؤال الذي يطرح نفسه بعدما مر هو : هل المراد من قول المفيد " وفي الشيعة . . " خصوص الطائفة الإمامية الاثني عشرية ؟ أم خصوص الطائفة

[1] السيدة سكينة ص 21 .
[2] الإرشاد إلى حجج الله على العباد ص 186 .

70