نام کتاب : أين الإنصاف نویسنده : وفيق سعد العاملي جلد : 1 صفحه : 71
الإسماعيلية ؟ أم خصوص الطائفة الزيدية ؟ أم الواقفية ؟ أم معتزلة بغداد ؟ أم جميع طوائف الشيعة دون استثناء ؟ فإن كان المراد : خصوص الطائفة الإمامية الاثني عشرية فيحتمل أن يكون المفيد يتبنى الخبر ، كما يحتمل أنه لا يتبناه . . ولا ندري لماذا أخذ هذا الرجل بالاحتمال الثاني وترك الأول الذي تدل كل القرائن عليه ! ! وإن كان المراد - وهذا هو الصحيح - جميع طوائف الشيعة فذلك يعني أنه من الطائفة التي تتبنى الخبر الذي صرّح الطوسي بأنه مشهورها الذي لا خلاف فيه ، بل قول الطوسي هذا قرينة على ذلك ، وقد علمت أنه تلميذ المفيد ولم يكن ليدعي ذلك لو كان المفيد على خلافه . . هذا مضافاً إلى أن كلمة الشيعة لم تكن لتصرف في تلك العصور إلى خصوص الإمامية إلا بقرينة تدل على ذلك . . أضف إلى ذلك أن قول المفيد : " فعلى رأي هذه الطائفة . . " قرينة على المراد وإن كان هذا الرجل قد استبعده وقرر حذفه لعلمه بأنه قرينة تبطل ما ذهب إليه ، مما يعني أن المراد من قوله : " وفي الشيعة . . " كل الشيعة وأن المراد من قوله : " فعلى رأي هذه الطائفة . . " الطائفة الإمامية الاثني عشرية . ثم لو كان المراد من إطلاق كلمة " الشيعة " خصوص الطائفة الإمامية الاثني عشرية دون بقية طوائف الشيعة لقال : فعلى رأي " هذا البعض " بدلاً من " هذه الطائفة " ولا يخفى ما لكلمة طائفة من معنى ومدلول مختلف . . كقول الفقهاء للطوسي ( ره ) شيخ الطائفة ، وسيد الطائفة لغيره . . وقد غاب عنه أن المفيد ( ره ) لا يريد أن يتبنى قول هذه الطائفة صراحة ، لكي لا يستغل ذلك ضده وضد الطائفة الإمامية الاثني عشرية التي يمثل فاستعمل أسلوب التورية مع الآخرين الذين فهموا آنذاك ما لم يفهمه هذا الرجل بعد عشرة قرون . . وربما كان الأمر ضامراً عند بعض الشيعة تقية من البعض الآخر ، ولا ضير في ذلك حيث يمكن أن يكون المراد ظهور الفكرة ، فإذا ظهرت لم يكن ثمة ما يدعوا الجميع إلى إعلان الالتزام بها ظاهراً .
71
نام کتاب : أين الإنصاف نویسنده : وفيق سعد العاملي جلد : 1 صفحه : 71