وتدل القصتان على أن سلطة الخليفة عمر على السنيين بلغت حداً تستطيع معه أن تجعل ادعاءه غير المعقول . . معقولاً ! وأن المهم عندهم تكييف تفسير الاسلام والقرآن ، وأحداث نزول آياته ، وأسبابها ، وفق ما قاله الخليفة ، حتى لو تناقضت أقواله ، وحتى لو لزم من ذلك اتهام النبي صلى الله عليه وآله بأنه قصر في التبليغ ، أو اتهام الله تعالى بالتناقض في دينه ، وفي أفعاله تعالى ! وإذا اعترض أحدٌ على ذلك فهو رافضي ، عدوٌّ للإسلام ورسوله وصحابته ! وتدل القصتان في موضوعنا على أن آيات الربا وإرث الكلالة ، وربما غيرهما ، حسب رأي الخليفة قد نزلت بعد آية إكمال الدين ! ! ومعنى ذلك أن الله تعالى قال للمسلمين : اليوم أكملت لكم دينكم ، ولكنه لم يكن أكمل أحكام الإرث والربا وأحكام القتل ! ! إن أتباع عمر ، يريدون ممن يحترم عقله أن يجادل عن شخص غير معصوم ليبرئه من التناقض ، ويرمي به الله عز وجل ، ورسوله صلى الله عليه وآله ! * * بقية الأقوال في آخر سورة نزلت لا نطيل في ذكر بقية الأقوال ، وأحاديثها الصحيحة عندهم ، بل نجملها إجمالاً : ففي صحيح البخاري : 5 / 182 : قال سمعت سعيد بن جبير قال : آية اختلف فيها أهل الكوفة ، فرحلت فيها إلى ابن عباس فسألته عنها فقال : نزلت هذه الآية : ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم هي آخر ما نزل ، وما نسخها شيء . ( النساء - 93 ) . وفي البخاري : 6 / 15 : عن سعيد بن جبير قال : اختلف أهل الكوفة في قتل المؤمن ، فرحلت فيه إلى ابن عباس فقال : نزلت في آخر ما نزل ، ولم ينسخها شيء . وفي الدر المنثور : 2 / 196 : وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير والطبراني من طريق سعيد بن جبير قال : اختلف أهل الكوفة في قتل المؤمن ، فرحلت فيها . . . هي آخر ما نزل وما نسخها شيء .