وأما المسألة الثانية التي هي الخلافة ، فقد روى البخاري نفسه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وآله دعا بدواة وكتف ليكتب للأمة الإسلامية كتاباً لا تضل بعده أبداً ، ولكن عمر رفض ذلك . . ورد على النبي . . وعمل ما عمل ! وأما المسألة الثالثة ، وهي أبواب الربا ، فمحال أن يكون النبي صلى الله عليه وآله توفي ولم يبينها ، وقد يكون كتبها لعمر أو غيره في كتف أيضاً ! ! دلالة هاتين القصتين تدل هاتان القصتان على أن صحاح إخواننا فيها متناقضاتٌ لا يمكن لباحث أن يقبلها جميعاً ، بل لا بد له أن يرجح بعضها ويرد بعضها . وكيف يمكن لعاقلٍ أن يقبل في موضوعنا أن عمر لم يسأل النبي صلى الله عليه وآله عن الآية لأنها آخر آية نزلت . . ثم يقبل أنه سأله عنها مراراً ، حتى دفعه بإصبعه في صدره ، وغضب منه . . . إلخ ! ! وكيف يقبل أن الكلالة آخر آية ، وآيات الربا آخر آيات . . إلى آخر التناقضات التي ذكرناها ، وأكثر منها مما لم نذكره !