ثم طلب منها أن تبلغ الغائبين . . فوعدت . ثم جاءت إلى خيمة علي وهنأته بالولاية ، وإمرة المؤمنين ؟ ! ! الجواب : أنه تعالى أراد للرسالة أن تصل ، وللحجة أن تقام ، وأن يبقى رسوله صلى الله عليه وآله محفوظ الشخصية ، سالم النبوة . . فأسكت الله قريشاً بقدرته المطلقة ، وكمَّمَ أفواهها في غدير خم . والظاهر أن قريشاً أخذت تقنع نفسها بأن المسألة في غدير خم ، ليست أكثر من إعلانٍ وإعلامٍ ، يضاف إلى إعلانات حجة الوداع . . وأن النبي صلى الله عليه وآله ما زال حياًّ . . فإن مات ، فلكل حادثٍ حديث . . وعندما أرادت قريش أن تخرج عن سكوتها ، وتخطو خطوةً نحو الردة . . أنزل الله على ناطقها الرسمي النضر بن الحارث حجراً من سجيل فأهلكه ، وأرسل على آخر ناراً فأحرقته ! ! فزاد ذلك من قناعة قريش بالسكوت فعلاً عن ولاية العترة ! أما النبي صلى الله عليه وآله فكان تفكيره رسولياً ، وليس قرشياً . . لقد ارتاح ضميره بأنه بلغ رسالة ربه كما أمره ، واتقى غضب ربه وعذابه . . واغرورقت عيناه بدموع الفرح والخشوع ، لأن الله رضي عنه بإعلان ولاية علي ، وأنزل عليه آية إكمال الدين وإتمام النعمة ، فأخبره بأن مهمته وصلت إلى ختامها . . كان النبي صلى الله عليه وآله في عيد ، لأنه أدى رسالة من أصعب رسالات ربه ، فرضي عنه ، وقد تكون أصعب رسالة عليه في عمره النبوي على الإطلاق ! !