المسألة الثانية : الآية رد على زعمهم أن النبي ( ص ) قد سحر فقد استدل عددٌ من علماء الفريقين بالآية على كذب الروايات التي تزعم أن يهودياً قد سحر النبي صلى الله عليه وآله فأخذ مشطه صلى الله عليه وآله وبعض شعره ، وجعل فيه سحراً ودفنه في بئر . . وزعموا أن ذلك السحر أثَّر في النبي صلى الله عليه وآله فصار يتخيل أنه فعل الأمر ولم يفعله ! وأنه بقي مدة على تلك الحالة رجلاً مسحوراً ! حتى دله رجل أو ملك أو جبرئيل ، على الذي سحره وعلى البئر التي أودع المشط والمشاطة ، فذهب النبي صلى الله عليه وآله إلى البئر ، ولكنه لم يستخرج المشط منها ، لأنه كان شفي من السحر ، أو لأنه لم يرد أن يثير فتنة ، فأمر بدفن البئر ! ! فقد روى البخاري هذه التهمة وهذه القصة الخرافية عن عائشة في خمس مواضع من صحيحه ، فقال في : 4 / 91 : عن عائشة قالت : سُحِرَ النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال الليث كتب إلى هشام أنه سمعه ووعاه عن أبيه عن عائشة قالت سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله ، حتى كان ذات يوم دعا ودعا ، ثم قال : أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي ؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي . فقال أحدهما للآخر : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب ! قال : ومن طَبَّهُ ؟ قال : لبيد بن الأعصم ؟ قال : في ماذا ؟