وقد عقد البخاري في صحيحه أكثر من باب لمداراة الناس ، قال في : 7 / 102 باب المداراة مع الناس . ويذكر عن أبي الدرداء إنا لنكشر في وجوه أقوام ، وإن قلوبنا لتلعنهم . . . عن عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : إئذنوا له فبئس ابن العشيرة أو بئس أخو العشيرة ، فلما دخل الآن له الكلام ، فقلت يا رسول الله : قلت ما قلت ، ثم ألنت له في القول ؟ ! فقال : أي عائشة إن شر الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعه الناس ، اتقاء فحشه . انتهى . وفي وسيط النيسابوري 2 / 208 : وقال الأنباري : كان النبي صلى الله عليه وآله يجاهر ببعض القرآن أيام كان بمكة ، ويخفي بعضه إشفاقا على نفسه من شر المشركين إليه ، وإلى أصحابه . . . انتهى . والنتيجة : أننا نحن الشيعة نقول أن النبي صلى الله عليه وآله قد بين للناس كل ما أمره الله ببيانه لهم ، وأمره أن يكلمهم حسب عقولهم ، فمنهم من لا يتحمل أكثر من البيان العام ومنهم من يتحمل أكثر حسب درجته . وقد كان علي عليه السلام من الدرجة الأولى ، وقد أمر الله رسوله أن يبين له أكثر ووهبه قلباً عقولاً ولساناً سؤولاً وجعله الأذن الواعية لرسوله صلى الله عليه وآله . والنتيجة ثانياً : أن الذين يتهمون النبي بأنه كتم ولم يبلغ هم غيرنا لا نحن ، وهذه صحاحهم تروي عن عمر في آيات الربا والكلالة وغيرها أن النبي لم يبينها للناس مع أنها كانت قانوناً مفروضاً ، وواجب النبي تبليغها ! * *