بل إن علياًّ وشيعته قالوا إن النبي صلى الله عليه وآله قد بلغ الأمة أموراً كثيرة ، تتعلق بعترته وغيرهم كما ترى في كتابنا هذا . . فتبليغه عندهم أوسع مما يقول به القرشيون . ولكن القرشيين يظلمون علياً عليه السلام ويفترون عليه ! ! في حين تراهم يتغاضون عن تصريح عمر بأن النبي صلى الله عليه وآله لم يبين عدة آيات مثل الكلالة والربا ! كما تقدم في آية إكمال الدين ! وهي تهمة صريحة للنبي صلى الله عليه وآله بأنه لم يبين ما أنزله الله عليه ، وأمره ببيانه لعامة الناس ! ! والنتيجة أن الأمر بالتبليغ وأمتثاله لا يتنافى مع تخصيص النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام عليها السلام بعلوم عن غيره ، لأن ذلك مما أمره بتبليغه له وليس لعامة الناس . . كما لا يتنافى مع التقية التي قد يستعملها النبي صلى الله عليه وآله مع قريش أو غيرها ، لأنه مأمور بالعمل بالحكمة لأهداف الإسلام ، وبالتقية ومداراة الناس . . ففي الكافي : 2 / 117 ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض . وفي مجمع الزوائد 8 / 17 ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس . وعن بريدة قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقبل رجل من قريش فأدناه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقربه ، فلما قام قال : يا بريدة أتعرف هذا ؟ قلت : نعم ، هذا أوسط قريش حسباً ، وأكثرهم مالاً ، ثلاثاً . فقلت : يا رسول الله قد أنبأتك بعلمي فيه ، فأنت أعلم . فقال : هذا ممن لا يقيم الله له يوم القيامة وزناً .