ذلك إلا لأن ذهنه مملوءٌ بما زرَّقوه فيه من ربط آية العصمة بالحراسة ، لإبعادها عن بيعة الغدير ! ! وأخيراً . . فقد تقدمت روايات حراسة النبي صلى الله عليه وآله في تبوك ، وهي بعد غزوة ذات الرقاع بنحو ست سنوات ، ونضيف إليها هنا حراسته في فتح مكة الذي كان بعد هذه الحادثة بنحو أربع سنوات ! فقد روى البخاري أن المسلمين كانوا يحرسون النبي صلى الله عليه وآله حينئذ ! قال في صحيحه : 5 / 91 : عن هشام عن أبيه قال : لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فبلغ ذلك قريشاً ، خرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران ، فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة ، فقال أبو سفيان ما هذه ، لكأنها نيران عرفة ؟ ! فقال بديل بن ورقاء : نيران بني عمرو ! فقال أبو سفيان : عمرو أقل من ذلك ! فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأدركوهم فأخذوهم ، فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . انتهى . ونضيف إلى ذلك أسطوانة الحراسة التي ما زالت في المسجد النبوي الشريف ، والتي عرفت بهذا الاسم في عام الوفود ، وهو السنة التاسعة كما في سيرة ابن هشام : 4 / 214 ، تحقيق السقا ! فإذا استطاع أصحاب هذا القول أن ينكروا حراسة النبي صلى الله عليه وآله ، يبقى عليهم أن ينكروا وجود الأسطوانة في المسجد النبوي ! ! وقد يفعلون . * *