فأجابه ابن حجر : لا ، فالآية نزلت يومذاك فألغى الحرس ، أما قبلها فكان أحياناً يضعف إيمانه فيتخذ الحرس ، وأحياناً يقوى فيلغيه ، وفي قصة غورث كان بلا حراسة لقوة إيمانه يومذاك ! ! قال في فتح الباري : 8 / 2752 : ( قوله باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة والإستظلال بالشجر . ذكر فيه حديث جابر الماضي قبل بابين من وجهين ، وهو ظاهر فيما ترجم له ، وقد تقدمت الإشارة إلى مكان شرحه . قال القرطبي : هذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان في هذا الوقت لا يحرسه أحدٌ من الناس ، بخلاف ما كان عليه في أول الأمر ، فإنه كان يحرس حتى نزل قوله تعالى : والله يعصمك من الناس . قلت : قد تقدم ذلك قبل أبواب ، لكن قد قيل إن هذه القصة سبب نزول قوله تعالى : والله يعصمك من الناس ، وذلك فيما أخرجه ابن أبي شيبة من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : كنا إذا نزلنا طلبنا للنبي صلى الله عليه وسلم أعظم شجرة وأظلها . . فنزل تحت شجرة ، فجاء رجل فأخذ سيفه فقال : يا محمد من يمنعك مني ؟ قال : الله ، فأنزل الله : والله يعصمك من الناس ، وهذا إسناد حسن . فيحتمل إن كان محفوظاً أن يقال : كان مخيراً في اتخاذ الحرس ، فتركه مرةً لقوة يقينه ، فلما وقعت هذه القصة ونزلت هذه الآية ، ترك ذلك ! ! . انتهى . فأعجب لابن الحجر الذي لم يلتفت إلى أن الآية من سورة المائدة التي نزلت سنة عشر ! وأن غزوة ذات الرقاع سنة أربع ! وأن مجئ راويها أبي هريرة إلى المدينة كان سنة سبع ! وغفل عن تشديد الحراسة وصلاة الخوف في ذات الرقاع ! وهو مع ذلك يشرح رواية البخاري في صلاة الخوف ! ! وما