القول السادس لم يعين أصحابه تاريخ نزول الآية ، ولا ربطوها بالحراسة ، ولكنهم قالوا إنها عامة تؤكد على النبي صلى الله عليه وآله وجوب تبليغ الرسالة ، وإلا فإنه لم يبلغها ! ففي الدر المنثور : 2 / 299 : ( وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال : أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أنه سيكفيه الناس ويعصمه منهم ، وأمره بالبلاغ ، وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قيل له : لو احتجبت فقال : والله لا يدع الله عقبى للناس ما صاحبتهم ) . انتهى . وهذا القول يشبه القول الأول ، ويرد عليه ما تقدم ، وأن رواياته غير مسندة ، وأنه لا ينطبق على معنى الآية ، ولا يكفي لتصحيح القضية الشرطية فيها ، كما ستعرف . * * القول الموافق لرأي لأهل البيت عليهم السلام قال في الدر المنثور : 2 / 298 : وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ، على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم في علي بن أبي طالب . وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أيها لرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك - أن علياً مولى المؤمنين - وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ، والله يعصمك من الناس ! انتهى . وفي كتاب المعيار والموازنة / 213 :