وقد حاول أن يجيب على حراستهم للنبي صلى الله عليه وآله في تبوك ، ففسر نص الحراسة بأنه يعني انتظارهم انتهاء صلاته ! قال في : 1 / 119 : ( وفي حديث عمرو بن شعيب : فاجتمع رجال من أصحابه يحرسونه حتى إذا صلى . . . والمراد والله أعلم : ينتظرون فراغه من الصلاة ! وأما حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشركين ، فقد كان انقطع منذ نزلت : والله يعصمك من الناس ، وذلك قبل تبوك . والله أعلم ) . انتهى . ولكنه تفسير مخالف لنص الرواية في الحراسة ! وعلى كل حال ، فإن هذا القول بنزول الآية في المدينة يرد القول الأول الذي جعل تاريخ نزول الآية في مكة ! * * والنتيجة : أن دعوى إلغائه صلى الله عليه وآله للحراسة لا دليل عليها من سيرته صلى الله عليه وآله ، بل الدليل على خلافها ، وأن بني هاشم كانوا يحرسونه في مكة حتى هجرته ، ثم كانوا هم وبقية أصحابه يحرسونه في المدينة ، إلى آخر عمره الشريف . وفي اعتقادي أن نفس محاولة تفسير الآية بإلغاء الحراسة دليلٌ على صحة تفسير أهل البيت عليهم السلام بأن الآية تقصد العصمة من الإرتداد ، فترى مخالفيهم يصرون على تفسيرها بالعصمة الحسية ويربطونها بالحراسة ، ويقعون في التناقض مع الواقع المعروف في قصص سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وينكرون أسطوانة الحرس التي ما زالت تواجههم في المسجد النبوي ! ومن التناقضات التي وجدناها عند أصحاب هذا القول أن الألباني تبناه في أول كلامه ، ثم رد تصحيح الحاكم لحديث القبة الذي هو أساسه واعتبره