وفي الفصول التي عقدها المحدثون ، وكُتَّاب السيرة لحراسته صلى الله عليه وآله وقصصها ، وأسماء حراسه وقصصهم . . ما يكفي لرد هذه المقولة ! والعجيب أنك ترى بعضهم يذكر كل ذلك عن الحراسة ، ثم يقول إنه صلى الله عليه وآله ألغى الحراسة بعد نزول الآية في مكة قبل الهجرة ، أو بعد الهجرة ! فتراه كأنه حلف يميناً أن يبعد آية العصمة من الناس عن يوم الغدير ! ولذا يجب رفض كل الروايات التي زعمت أنه ألغى الحراسة قبل هذا التاريخ ، لأنها تزعم إلغاءها مطلقاً ، في السلم والحرب والسفر والحضر ! وقد تقدمت في رواية الحاكم أن ثلث المسلمين كانوا يحرسونه صلى الله عليه وآله في بدر ! وروى أحمد : 2 / 222 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه . . . ! ! ! ورواه في كنز العمال : 12 / 430 ، عن مسند عبد الله بن عمرو بن العاص . وقال عنه في مجمع الزوائد : 10 / 367 : رواه أحمد ورجاله ثقات . انتهى . وقد كانت غزوة تبوك في آخر سنة من حياته صلى الله عليه وآله . وقال صاحب عيون الأثر في : 2 / 402 : ( وحرسه يوم بدر حين نام في العريش : سعد بن معاذ ، ويوم أحد : محمد بن مسلمة ، ويوم الخندق : الزبير بن العوام . وحرسه ليلة بني بصفية : أبو أيوب الأنصاري بخيبر ، أو ببعض طريقها ، فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني . وحرسه بوادي القرى : بلال ، وسعد بن أبي وقاص ، وذكوان بن عبد قيس . وكان على حرسه عباد بن بشر ، فلما نزلت : والله يعصمك من الناس ، ترك الحرس ! ! ) . انتهى .