قال الحاكم : 2 / 326 : ( عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال سألته عن الأنفال ، قال : فينا يوم بدر نزلت ، كان الناس على ثلاث منازل ، ثلثٌ يقاتل العدو ، وثلث يجمع المتاع ويأخذ الأسارى ، وثلث عند الخيمة يحرس رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما جمع المتاع اختلفوا فيه . . . فجعله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقسمه على السواء ) . انتهى . * * ويدل على بطلان هذا القول الذي ربط الآية بالحراسة : أولاً : ما تقدم في القول الأول . ثانياً : نفس روايات القول الثالث وغيره ، التي تنص على أن إلغاء الحراسة المزعوم حصل في المدينة ، وليس في مكة . ثالثاً : أن عمدة رواياته رواية القبة عن عائشة ، ورواية حراسة العباس . . أما الروايات الأخرى فكلها غير مسندة ، وغرض بعضها تقليل دور أبي طالب في نصرة النبي صلى الله عليه وآله كما هو واضحٌ ، وأن أبا طالب لم بكن له دور في مكة . كما يلاحظ في الرواية الأولى أنها تريد إثبات فضيلة للعباس بأنه كان حارس النبي صلى الله عليه وآله في مكة بدل أبي طالب ، وأنه هو الذي عصم الله به رسوله من الناس ! مع أن دور العباس قبل الهجرة كان دوراً عادياً مثل بقية بني هاشم الذين تضامنوا مع النبي صلى الله عليه وآله وتحملوا معه حصار الشعب ، ولم يعرف عنهم أنهم أسلموا ولا برزوا في نصرته ، ولم يهاجروا معه إلى المدينة مثل علي وحمزة . ومن المعروف أن العباس قد أسر في بدر ، وأسلم عند فكاك الأسرى .