فمضى رسول صلى الله عليه وسلم ثمت ومضينا معه ، ثم قام ينتظره وقمنا معه ، فقال : إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله ! ! فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر فقال : لا ، ولكنه خاصف النعل ! قال فجئنا نبشره قال : وكأنه قد سمعه . انتهى . وقال عنه في مجمع الزوائد : 9 / 133 ( رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة ، وهو ثقة ) . انتهى . وهذه الرواية تدل أيضاً على أن الحادثة كانت في المدينة ! الثانية : أنهم اعتبروا أن فتح مكة ( ودخولهم ) في الإسلام لا يعني خضوعهم للنبي صلى الله عليه وآله وذوبانهم في الأمة الإسلامية ، بل هو تحالف مع النبي صلى الله عليه وآله ضد أعداء دولته من القبائل التي لم تدخل تحت سيطرتها ، وإلى حد ما ضد الروم والفرس . فهو تحالف الند للند ، وإن كان تم فتح مكة بقوة السيف ! ! وقد عملوا بزعمهم بهذا التحالف ، فحاربوا معه صلى الله عليه وآله في حنين ، فعليه الآن أن يعترف بكيانهم القرشي المستقل ! وقد اختاروا أول مطلب لهم أو علامة على ذلك : أن يعيد هؤلاء الفارين إليه من أبنائهم وعبيدهم ! يعيدهم من دولته إلى . . دولتهم ! ! الثالثة : أن القرشيين الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وآله - ما عدا بني هاشم - وافقوهم على ذلك ! فهذا أبو بكر بن أبي قحافة التيمي ، وعمر بن الخطاب العدوي يؤيدان مطلب قريش مئة بالمئة ! ! وتتفاوت الروايات هنا في التصريح بتأييد أبي بكر وعمر على مطلب قريش ، فبعضها كما رأيت في رواية الحاكم الصحيحة ينص على أن أبا بكر