وأهل الحلقة ورثناها كابراً عن كابر ) . ورواه الطبري في تاريخه : 2 / 92 ، وأسد الغابة : 1 / 174 ، وعيون الأثر : 1 / 217 ، وسيرة ابن كثير : 2 / 198 ، ورواه أحمد : 3 / 461 ، وقال عنه في مجمع الزوائد : 6 / 44 : رواه أحمد والطبراني بنحوه ، ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحق وقد صرح بالسماع . ورواه في كنز العمال : 1 / 328 ، و 8 / 29 . * * إلى هنا يتسق الموضوع . . فقد طلب النبي صلى الله عليه وآله الحماية لتبليغ رسالة ربه ، على سنة الله تعالى في من مضى من الأنبياء عليهم السلام ، وقد حصل عليها من الأنصار . وقد نصره الله تعالى وهزم أعداءه من المشركين واليهود ، وشملت دولته شبه الجزيرة العربية واليمن والبحرين وساحل الخليج ، وامتدت إلى أطراف الشام ، وصار جيش الإسلام يهدد الروم في الشام وفلسطين . . وها هو صلى الله عليه وآله في السنة العاشرة يودع المسلمين في حجة الوداع ، ويتلقى سورة المائدة ويتلقى فيها آية تأمره بالتبليغ وتطمئنه بالعصمة من الناس ! ! فما عدا مما بدا ، حتى نزل الأمر بالتبليغ في آخر التبليغ ، وصار النبي الآن وهو قائد الدولة القوية ، بحاجة إلى حماية وعصمة من الناس ! إن الباحث ملزمٌ هنا أن يستبعد حاجة النبي صلى الله عليه وآله إلى الحماية المادية ، لأن الله تعالى أراد لها أن تتم بالأسباب الطبيعية ، وقد وفرها على أحسن وجه ، فلا بد أن تكون العصمة هنا من نوع الحماية المعنوية لا المادية . والباحث ملزمٌ ثانياً ، أن يفسر الأمر بالتبليغ في الآية بأنه تبليغ موضوعٍ ثقيلٍ على الناس . . وأن الذين يثقل عليهم هم المنافقون من المسلمين ، لأنه لم