يبق أمرٌ ثقيلٌ على الكفار إلا وبلغه لهم ، كما أنه لم يبلغهم أمراً بارزاً بعد نزول الآية يصح تفسيرها به . وبهذا لا يبقى معنى للعصمة النازلة من عند الله تعالى إلا العصمة من الطعن في نبوته إذا هو بلَّغهم أن الحكم من بعده في أهل بيته صلى الله عليه وآله . فبذلك فقط يتسق معنى الآية ويكون معناها : يا أيها الرسول : إنما أنت رسول مبلغ ، ولست مسؤولاً عما يحدث ، ولا عن النتيجة ، بل هو من اختصاص ربك تعالى . . بلغ ما أنزل إليك من ربك : وأمرك به جبرئيل في علي ، وحاولت تبليغه مرات في حجة الوداع ، فشوش المنافقون عليك . وإن لم تفعل فما بلغت رسالته : ولم تكمل إقامة الحجة لربك ، لأن ولاية عترتك ليست أمراً شخصياً يخصك وإن ظنه المنافقون كذلك ، بل هي جزءٌ لا يتجزأ من هذه الرسالة الخاتمة الموحدة ، وإذا انتفى الجزء من الرسالة . . انتفى الكل ، وإذا انتفى الجزء من الحجة . . انتفى الكل . والله يعصمك من الناس : من طعن قريش بنبوتك بسبب هذا التبليغ مع أنه ثقيلٌ عليها . . فسوف يمنعها الله أن ترفض نبوتك بسببه ، وسوف تمر المسألة بسلام , ولا يكون عليك تشويش في التبليغ كما حدث في عرفات ومنى ، ولا ردة عن الإسلام . . وتكون أتمت الحجة لربك على أمتك ، ولكن علياً سوف يحتاج إلى قتالها على تأويل القرآن كما قاتلتها أنت على تنزيله ! إن الله لا يهدي القوم الكافرين : الذين يظلمون عترتك من بعدك ، ويبدلون نعمة الله كفراً ، ويظلمون بذلك الأمة ، ويقودونها إلى الصراعات على الحكم ، ويسببون انهيارها . . إلى أن يبعث الله المهدي من ولدك !