قد يتعرض لها . . وستأتي النصوص على استمرار حراسته صلى الله عليه وآله إلى آخر حياته ، ونذكر هنا ما رواه الجميع من أنه صلى الله عليه وآله كان يطلب من قبائل العرب تأمين هذه الحماية حتى يبلغ رسالة ربه . ففي سيرة ابن هشام : 2 / 23 عن ربيعة بن عباد ، قال : ( إني لغلامٌ شاب مع أبي بمنى ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقف على منازل القبائل من العرب فيقول : يا بني فلان إني رسول الله إليكم يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه من هذه الأنداد ، وأن تؤمنوا بي وتصدقوا بي وتمنعوني حتى أبين عن الله ما بعثني به ) . انتهى . ورواه الطبري في تاريخه : 2 / 83 ، وابن كثير في سيرته : 2 / 155 . وقال اليعقوبي في تاريخه : 2 / 36 : ( وكان رسول الله يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم ، ويكلم شريف كل قوم ، لا يسألهم إلا أن يؤووه ويمنعوه ، ويقول : لا أكره أحداً منكم ، إنما أريد أن تمنعوني مما يراد بي من القتل ، حتى أبلغ رسالات ربي ، فلم يقبله أحد ، وكانوا يقولون : قوم الرجل أعلم به ) ! . انتهى . كذلك نصت مصادر السيرة على أنه صلى الله عليه وآله طلب البيعة من الأنصار ، على حمايته وحماية أهل بيته مما يحمون أنفسهم وأهليهم . . ففي سيرة ابن هشام : 2 / 38 : ( فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا القرآن ، ودعا إلى الله ، ورغب في الإسلام ثم قال : أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم . قال فأخذ البراء بن معرور بيده ، ثم قال : نعم والذي بعثك بالحق نبياً لنمنعك مما نمنع منه أزرنا ، فبايعنا يا رسول الله ، فنحن والله أبناء الحروب ،