رجس أصلاً ، لا أولاً وبالذات ولا ثانياً وبالعرض . ومما يشير إلى أن الأهمية إنما هي لأهل بيت النبوة لا للزوجات - بل هنّ كغيرهن من بني الإنسان ، ما ألمحت إليه الآيات التي سبقت الآيات التي هي مورد البحث والتي تحدثت عن أن الله تعالى قد أمر نبيه بأن يخير زوجاته بين الحياة الدنيا وزينتها ، فيمتعهن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ويسرحهن سراحاً جميلاً . . وبين الله ورسوله ، والدار الآخرة ، فإن الله - والحالة هذه - قد أعد للمحسنات منهن أجراً عظيماً . فهذا التخيير يشير إلى أنه ليس للزوجات أهمية مميزة ، وترجيح خاص لهن . وفي الآية أيضاً إشارة إلى أن اللواتي يخترن الله ورسوله قد كن على قسمين : محسنات وغير محسنات . أضف إلى ذلك : أن السورة نفسها قد ذكرت بعد ذلك : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان بالخيار بين أن يرجي من يشاء منهن ، وأن يؤوي إليه من يشاء . فكل ذلك يشير بوضوح : إلى أن الأهمية الباعثة على تسجيل الموقف هنا إنما هي للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) بما هو نبي وقد قال الإمام الحسين ( عليه السلام ) : إنّا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة . وبيت النبوة له حالات وشؤون يجب مراعاتها وهناك تكاليف ومسؤوليات تجاهه يجب الالتزام بها . خصوصاً من قبل الزوجات وليس المراد « أهل البيت » بمعنى السكن ولا « أهل البيت » بمعنى العشيرة . .