بيت الرسالة أنفسهم . ف « أهل البيت » هم الأهم ولا يريد الله سبحانه أن ينالهم أدنى رجسٍ أو هنات ، ولو من طرف خفي ، كما لو كان ذلك الرجس صادراً ممن ينسبون إلى ذلك البيت نسبة مجازية ، كما تقدم عن أهل اللغة عن زيد بن أرقم ، وأوضحه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في حديث الكساء . وهذا هو غاية الاهتمام ب « أهل البيت » ، وهو يقع في سياق شمولهم بالعنايات والألطاف الإلهية ، والتوفيقات الربانية . ومعنى ذلك كما قلنا : أن الدلالة على الاهتمام الإلهي بطهر « أهل البيت » ، وعدم لحوق أي رجس بهم أولاً وبالذات ، لسوف تكون أشد وأعظم وأهم ، وآكد وأتم . ثم إنه إذا كان الله تعالى يريد أن يذهب حتى الرجس الذي ينسب إلى « أهل البيت » ( عليهم السلام ) ، ولو بالعرض والمجاز ، فإنه يريد إذهاب ما يلحق بهم ( عليهم السلام ) أولاً وبالذات بطريق أولى ؛ فنستفيد ، بمفهوم الموافقة والأولوية القطعية : أن الله سبحانه قد طهرهم ونزههم فعلاً عن الرجس ، لا سيما وأن المقام مقام تعظيم لبيت النبوة ، وهو يدخل في نطاق خطة إلهية ، تعمل على إبعاد الرجس بكل حالاته ومجالاته ، حتى ما كان منه ليس لهم فيه أي اختيار ، بأن كان صادراً عن أشخاص آخرين كالزوجات . فإذا كان الله سبحانه يبادر للمنع من حصول هذا ، حتى لَيقرر للزوجات ضعفي العذاب ، والثواب لو بدرت منهن أية بادرة ، فإن ذلك يكشف عن تصميم إلهي أكيد على أن لا يلحق « أهل البيت » أنفسهم