وقد أكد ذلك حين اختار أن يخاطبه بالقول : يا أيها النبي قل لأزواجك ويخاطبهن بالقول : يا نساء النبي ولم يقل : يا نساء الرسول أو نحو ذلك ولم يقل : أيتها النساء أو يا محمد ، حتى لا يفهم الأمر على أنه حديث معه كشخص من الناس أو يقال إن الهدف هو الحفاظ على ثقة الناس به وانقيادهم له كرسول ، من خلال سلوك زوجاته . كل ذلك يدل على أن الأمر والزجر للزوجات لا لخصوصية وامتياز ذاتي لهن ، إذ قد ظهر من الآيات أنه يعاملهن معاملةً عادية جداً . بل الخصوصية هي للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، بما هو نبي وهي التي توجب الحفاظ عليه ولأجل ذلك قرر سبحانه أن يكون العذاب والثواب لزوجاته - هذا النبي بما هو نبي - ضعفين في صورة المخالفة والموافقة ، حتى إنهن إذا خرجن عن صفة الزوجية للنبي بما هو نبي ، فإنهن كما دلت عليه آية التخيير يصبحن كسائر النساء الأُخريات . ولأجل ما ذكرناه بالذات كان التهديد الإلهي للتين تظاهرتا على النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالطلاق ، ثم ضرب لهن مثلاً بامرأتي نوح ولوط ، وما كان لهما من المصير الذي انتهتا إليه . هذا . . ونلاحظ أخيراً : أن القرآن قد تحدث في موارد متعددة عن زوجات الرسول بطريقة تُظهر أنهن لسن في منأى عن ارتكاب الذنب ، فلتلاحظ آيات سورة الأحزاب ، والطلاق ، والتحريم . وقد حكى سبحانه عن صدور مخالفات كبيرة من بعضهن ، ولم