بل متعلق الإرادة شيء آخر ، ويكون الإذهاب علة لتعلق الإرادة به . وذلك الشيء الذي تعلقت به الإرادة هنا هو نفس التكاليف ، والأوامر والنواهي الصادرة لزوجات الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ؛ فإن الله سبحانه قد أراد منهن ذلك لأجل إذهاب الرجس . وبتعبير آخر : إذهاب الرجس عن « أهل البيت » علة لإرادة الله سبحانه من زوجات النبي ( صلى الله عليه وآله ) - بالإرادة التشريعية - أن يفعلن كذا ، أو يتركن كذا . فلا دلالة في الآية على أن النساء من « أهل البيت » ، بل فيها دلالة على العكس إذ لو كانت النساء داخلات في مدلول الآية لكان المناسب أن يقول : إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس لأن نساءه قد صدر منهن أشياء هي من الرجس ومنها حرب الجمل بقيادة بعض نسائه ( صلى الله عليه وآله ) . . أضف إلى ذلك أن لا رجس على الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ليريد الله إزالته عنه ويتضح ذلك بملاحظة النظائر التي استعملت فيها لام كي ، بدلاً من كلمة « أن » في القرآن الكريم ، وغيره . فلاحظ : قوله تعالى في ذيل آية الوضوء والتيمم : * ( مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ ) * [1] . أي أن أمره تعالى لكم بالتيمم بدلاً عن الوضوء ، إنما هو لأجل أن يطهركم . فالتطهير لهم علة لإرادة هذا الأمر منهم بالإرادة التشريعية .