ولكننا نقول : إن الظاهر هو أنها قد تعلقت أولاً وبالذات بأمر آخر ، وهو نفس الأوامر والزواجر التي توجهت إلى زوجات النبي ( صلى الله عليه وآله ) . بيان ذلك : أنه تعالى قال : * ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ) * . ولم يقل : إنما يريد الله أن يذهب ، أو إذهاب الرجس عنكم . ولو أنه قال يريد أن يذهب الرجس عنكم لكانت الإرادة متعلقة بنفس الإذهاب ؛ وذلك معناه أن الرجس موجود فيهم ويريد الله إزالته عنهم وحاشاهم ( صلوات الله عليهم ) بل الصحيح هو أن الرجس ليس فيهم بل هو في غيرهم ويريد الله إزالته عن الغير حفاظاً وإكراماً ل « أهل البيت » ( عليهم السلام ) . بيان ذلك : أن كلمة « إنما » تفيد حصر المقصود والغاية من الأمر والنهي لنساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حفظ « أهل البيت » وتطهيرهم . واللام في « ليذهب » هي لام كي ، وهي تفيد التعليل ، أي أن ما بعدها يكون علة لما قبلها ، كقولك : « جئت لأكرمك » ؛ فمدخول اللام ، وهو الإكرام ، علة لما قبلها وهو المجيء . فما ذكره البعض من أن متعلق الإرادة هو نفس إذهاب الرجس ، ليس على ما يرام لا من حيث التركيب ولا من حيث المعنى حسبما أوضحناه