ومختلف الملائكة ضرورة لا بد منها ، لحفظ الرسالة نفسها . فالخطاب للنبي - كما ظهر من خلال الآيات الشريفة - إنما هو من حيث إنه نبي ، وصاحب وحي وقداسة إلهية ، لا بما هو شخص . ومن الواضح : أن حفظ بيت النبوة والرسالة ، ما هو إلا حفظ للرسالة نفسها . فالكلام مع النساء إذن ، قد جاء على طريق الالتفات إليهن ، كالالتفات الذي في قوله تعالى : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) [1] . فيلاحظ : أن الحديث قد كان عن الله تعالى بصورة الحديث عن الغائب الرحمان الرحيم مالك ، ثم التفت وخاطب الله تعالى مباشرة من موقع الحضور بين يديه تعالى فقال ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) . الإرادة بماذا تعلقت ؟ : ويظهر من كلام العلماء الأبرار ( رضوان الله عليهم ) : أن الإرادة الإلهية المعبر عنها بقوله تعالى : * ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ . . ) * قد تعلقت أولاً وبالذات بإذهاب الرجس ، وبالتطهير [2] .
[1] سورة الفاتحة الآية 3 / 5 . [2] ستأتي المصادر لذلك إن شاء الله تعالى حيث الحديث حول انحصار آية التطهير بأهل الكساء .