وعلى هذا الأساس يكون : ( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ الخ ) استمراراً لأمر الله تعالى لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) بقوله : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ . . ) فهو مقول القول أيضاً ، علاوة على ما سبق من تخييرهن بين الدنيا والآخرة . ب : ولو صرفنا النظر عن ذلك ، لأجل الإصرار على أن قوله تعالى : ( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ الخ ) إنما هو خطاب منه تعالى للنساء مباشرة ؛ فإننا نقول أيضاً : إنه لا يضر فيما نرمي إليه ؛ لأنه قد جاء على سبيل الالتفات إليهن ، وتكون النتيجة هي : 1 - أنه تعالى ، قد أمر نبيه بأن يخير نساءه بين الله ورسوله ، وبين الحياة الدنيا وزينتها . 2 - ثم التفت الله سبحانه إليهن وخاطبهن مباشرة ، بعنوان أنهن منسوبات إلى النبي ، لا بعنوان كونهن مجرد نساء . فأمرهن وزجرهن ، وقرر لمن تأتي منهن بفاحشة مبينة : أن يضاعف لها العذاب ضعفين ، ولمن تطيع الله ورسوله ، أن تؤتى أجرها مرتين . وقرر أيضاً : أنهن لسن كأحد من النساء ، إن التزمن جانب التقوى والورع . 3 - ثم عاد سبحانه وتعالى إلى خطاب مقام النبوة وبيت الرسالة من جديد ، موضحاً أن سبب هذا الالتفات إلى الزوجات وعلة ما أصدره إليهن من أوامر وزواجر هو إذهاب الرجس عن هذا البيت ، وتطهيره ، فإن الحفاظ على قدسية بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومهبط الوحي ،