وظاهر كلام زيد : أنه ينكر ويستنكر صدق العنوان « أهل البيت » على الزوجات بحسب اللغة والعرف كما سنرى حين نقل كلامه مع مصادره الكثيرة ، حين الكلام على القول بأن المراد ب « أهل البيت » هم جميع بني هاشم . فظهر مما تقدم : أن أهل اللغة يقولون : إن الزوجة ليست من أهل الرجل . . ودلت نفس أقوال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأم سلمة ، وعائشة ، وزينب على أنها ليست من « أهل البيت » ودل عليه أيضاً قول زيد بن أرقم حيث استنكر أن تكون الزوجة من أهل بيت الرجل . . إذ استدل على ذلك بأن الزوجة تكون عند الرجل الدهر ، ثم يفارقها فترجع إلى أهلها وقومها فكيف تكون من أهل بيته . . بل إننا نقول : لنفترض جدلاً أن أهل اللغة يقولون بأن الزوجة أهل للرجل وأن زيد ابن أرقم لم ينكر كونها من « أهل البيت » لكن إخراج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لهن ، ومنعهن من الدخول تحت الكساء يدل على أن للنبي ( صلى الله عليه وآله ) اصطلاحاً جديداً لا بد من الوقوف عنده ، والانتهاء إليه ، والالتزام به ولأجل ذلك حصر « أهل البيت » في خمسة ، فلم يشمل العباس ولا أبناءه مع أن العباس أقرب نسباً إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) من علي ( عليه السلام ) ونسبة علي ( عليه السلام ) ونسبة أبناء العباس إلى النبي واحدة أيضاً .