المشرك ، وما ضر آدم ( عليه السلام ) أن فلذة كبده قابيل قاتل سفاح ، فالمسؤولية فردية في الإسلام ، ولا تزر وازرة وزر أخرى . نعم ، لو كانت أوامر الله تعالى لزوجات النبي متعلقة فقط بنواحي صون شرفهن وسمعتهن ، لكان لذلك الربط - المذكور آنفاً - مجال للقبول أو للطرح على الأقل ؛ ولكن عندما تكون التوجيهات الإلهية متعلقة بكل الكمالات الإنسانية الدنيوية والأخروية ، في ما يتعلق بنواهي الشرف والسمعة ، وفي ما يتعلق بغير ذلك أيضاً ، من المسائل التي قد ترفع الإنسان أو تضعه ، فعندها لا يكون هناك مسوغ للقول « بأن هذه الأوامر والنواهي ليست لتطهير نساء النبي ذاتهن ولكنها لتطهير غيرهن » . أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل * ما هكذا تورد يا سعد الإبل والمرء عندما يدرك دور « إنما » ، ويفهم معنى اللام ودورها ، قد لا يبقى عنده أدنى شك في ارتباط « عبارة التطهير » بما قبلها - وبعدها أيضاً - من الآيات الكريمة ، وعندما يدرس أوامر الله ونواهيه عز وجل لزوجات النبي ، ويضعها جنباً إلى جنب مع اللام ، يدرك تماماً أن كلمة « أهل البيت » تشمل نساء النبي حتماً ، وأن إطاعتهن لأوامر الله تعالى واجتنابهن لنواهيه كفيل بتطهيرهن وإذهاب الرجس عنهن ، كما أن إطاعة أي فرد آخر من « أهل البيت » لأوامر الله واجتنابه لنواهيه كفيل بتطهير هذا الفرد وإذهاب الرجس عنه ، وذلك لأن تكليف كل فرد من « أهل البيت » هو تكليف شديد - مقارناً بتكليف بقية أفراد الأمة - ولكن