والحقيقة أننا عندما نفهم معنى اللام نستطيع أن نقطع الشك باليقين ، ونجزم بعدم وجود أمر تكويني بتطهير « أهل البيت » وإذهاب الرجس عنهم في « آية التطهير » . وعندما نفهم معنى اللام ، ندرك تماماً مدى بطلان الرأي القائل بأن الله تعالى جعل إطاعة النساء للأوامر الإلهية الطريق أو الشرط لتطهير « أهل الكساء » وإذهاب الرجس عنهم . وصدقاً ، أنا لا أجد مبرراً لهذا الربط بين إطاعة النساء للأوامر ، وتطهير « أهل الكساء » . والذي يعني - كما أسلفنا - أنه إذا لم تطع كل النساء كل الأوامر - وهذا ما قد حصل - فإن خللاً سينتج في « عصمة » أو تطهير « أهل الكساء » . وهذا ما لا يستسيغه العقل . . ثم إنها لا تزر وازرة وزر أخرى ، وقد كانت زوجة لوط ( عليه السلام ) ، وزوجة نوح وابنه كفاراً ، وما أنقص ذلك من قيمة أنبياء الله شيئاً . ومن يتأمل في أوامر الله تعالى ونواهيه لزوجات النبي يدرك تماماً أن هذه الأوامر والنواهي هي لتزكية وتطهير زوجات النبي أنفسهن ، فماذا يفيد « أهل الكساء » أن تؤتي زوجات الرسول الزكاة ، أو تقنت نساؤه لله ، ويقمن الصلاة ، ويعملن عملاً صالحاً ؟ ! وماذا يضر « أهل الكساء » أن لا تفعل نساء النبي ذلك ! وهذا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ما ضره أن نشأ في حجر آزر الكافر